Wikileaks El Asli -- علمانيو لبنان...والأحلام المستطاعة

    علمانيو لبنان...والأحلام المستطاعة












انطلقت أمس مسيرة علمانية في ضاحية بيروت الجنوبية. لأول وهلة يبدو الأمر حلماً. فالكل يسأل من هم الذين تجرؤوا أن يقوموا بمسيرة علمانية تحت أنوف حزب الله وحركة أمل على يسارهم، والقوات اللبنانية على يمينهم. لكنهم لم يأبهوا بالمستحيل، فقاموا به وكسروا المحرمات.

إنهم شباب وشابات لبنانيون، حلموا بوطن خال من سراديب الطوائف والمذاهب، وخطوا يداً بيد أول خطوة تجاه لبنان العلماني. لم يبالوا بالأمطار الغزيرة ولا بالأفكار المهترئة التي شككت بهم، فمشوا بكل عنفوان نحو المسيرة حاملين مظلات تقيهم من المطر، وشعارات تقيهم من الجهل.

قد لا يكونوا مليون شخص كما اعتدنا في صور المظاهرات الآذارية. لكن برغم عدم المشاركة الكثيفة بسبب الأمطار، كانوا 4 آلاف حالم وحالمة. أتظن أن عددهم قليل؟ نعم هو قليل. معظم الناس يتملكهم الخوف من التغيير فلا يجرؤون على الحلم، والبعض يحلم ولا يجرؤ على التغيير، والقلة يجرؤون على الحلم والمضي قدماً لتحقيقه. عددهم قليل؟ طبعاً عددهم قليل...فهم النخبة.

من ظن أن اسقاط النظام الطائفي في لبنان مستحيل، فهو قد ظن ذلك أيضاً في نظامي تونس ومصر منذ بضعة أشهر. ثلاثون سنة أمضاها مبارك وهو يحصن نظامه، ولكنه لم يتطلب أكثر من ثلاثين يوماً للسقوط. فما بالك بنظام لبناني قائم بحد ذاته على أسس متعفنة؟

يا أخي اللبناني، هذا النظام أضعف من أن يقاومك إذا صفعته صفعة المظلوم. قسماً بالله إنه أوهن من بيت العنكبوت. إذا استطاع النظام المصري الصمود أياماً بوجه إعصار المتظاهرين، فهذا النظام اللبناني لن يصمد أكثر من ساعات.

يا أخي في المواطنة، لا تأبه لاختلاف الأديان مع الآخرين. أتأبه لاختلاف الأشكال والأسماء والوجوه والعيون؟ فلماذا إذاً تأبه لاختلاف الأديان؟ طالما هنالك أوطان، يبقى الدين لله والوطن للجميع. اشبك ساعدك بسواعد هؤلاء الشرفاء، واسأل نفسك لماذا أباك وأخاك وابنك هاجروا للعمل في الخارج؟ ولماذا سعر الخبز والدواء والبنزين بات بثمن الكنوز؟ ولماذا البطالة مستشرية بين الشباب؟ أهم العلمانيون من أوصلنا إلى هذا الحال، أم هذا النظام البائس الفاسد؟

بالأمس كان هدف المسيرة ايصال رسالة واحدة إلى الحكام..."نحن هنا، موجودون". وإذا كان البعض لا يرى في العلمانيين إلّا قلة عددهم، فكما قال السموأل: تـعـيرنا أنـا قـليـل عـديـدنـا...فقلـت لهـا إن الكرام قليل

كتابة: شادي ذبيان