Wikileaks El Asli -- رجال أمن...بل آكلي لحوم البشر

    رجال أمن...بل آكلي لحوم البشر

الشاب في الوسط
الإسم: أسعد ذبيان
العمر: 23 سنة
المهنة: ناشط في المجتمع المدني
التهمة: خطر على النظام

الشاب على اليمين
الإسم: عبدالله بكري
العمر: 21 سنة
المهنة: ناشط في مظاهرات العلمانية
التهمة: خطر على النظام ‏

‏ كل يوم تستيقظ الكراهية تحت اسم النظام اللبناني من سريرها الملطّخ بالحقد، وتلبس تلك البدلة المرقطة لتجوب الشوارع بحثاً عن حناجر تصدح بأصوات الحرية، وتطالب بالأخوة والمساواة بين جميع الطوائف. نظام تاريخه حافل بإعتقال الأحرار والصحافيين والمدونين. تاريخ صاخب بالوحشية على من يتظاهر أمام السفارات. ‏

‏ وبكل صدق، فقد فاجأتني هذه الصورة من كثافة البطش الذي يطفح منها. لعله كان أجدر برجل الأمن هذا خنق من يقوم بتهديد الناشطين والتعرض لهم والإتصال بهم لإخافتهم. ولكن من يقومون بالتهديد لديهم زعيم معتّق في الحكم يحميهم، بينما هؤلاء الشباب لا يحميهم إلّا الله. وعلى غفلة وجد هذا الضابط نفسه أمام معضلة كبيرة: "أأخاف من الزعيم أم من الله؟ طبعاً من الزعيم". ‏

‏ إنهم من يسمون نفسهم القوات الأمنية. مؤتمنون على أمننا وبئس الأمانة. سأوجه سؤالي هذا إلى وزير الداخلية. هل كان سيتم التعرض لهؤلاء الشباب لو كانوا من عناصر حزب الله مثلاً؟ طبعاً لا، فعناصرك لا يستقوون إلّا على الضعفاء. مؤتمنون على أمننا، كما اؤتمنوا عليه وفشلوا مرات ومرات. لم أر أحداً يخنق اسرائيلياً في ثكنة مرجعيون عندما كانوا يقدمون كراماتهم لاسرائيل مع كل كاسة شاي. لم أرى أحداً يخنق المسلحين الذين سرحوا ومرحوا في شوارع بيروت في 7 أيار، بينما كانت القوى الأمنية تتفرج عليهم كمن يشاهد فيلماً هندياً. ولكنك تراهم يخنقون شاباً في ربيع عمره لأنه يريد قانوناً وطنياً للأحوال الشخصية. وبئس الأمانة. ‏

‏ مؤتمنون على أمننا في مناطق غير الضاحية وجرود بعلبك. مؤتمنون على أمننا في مناطق غير المخيمات الفلسطينية والبؤر الأمنية. مؤتمنون على أمننا ولكن إذا غزتنا اسرائيل يرجعون خطوة إلى الوراء لتسند تلك المهمة إلى مدنيين. لو نظر هذا الضابط إلى السماء قبل أن يخنق شاباً ما، لرأى طائرة اسرئيلية تجوب السماء لأخذ صور تجسسية لكل شبر في لبنان. هل أخطأوا في تعليمه على من يجب أن يصب غضبه؟ تم تدريبهم ليكونوا ذئاباً، فصاروا فصيلة مشابهة للذئاب...كلاب. ‏

وماذا بعد هذا المقال؟
سيقوم أحد المخبرين بقراءة هذه المقالة وهو يستمع إلى نشرة الأخبار على الراديو، فتراه يرفع حاجبه متفاجئاً من كلماتها. يطفئ جهاز الراديو غير آبه بخبر اختطاف اسرائيل لأحد صائدي السمك في الجنوب. يتصل برئيسه ليخبره أنه ثمة مقالة تهدد الأمن القومي في البلاد. فيصدر بحقي طلب استدعاء لكي يخنقوني براحتهم، وهذه المرة لن يكون هناك عدسة لتصور تجاوزاتهم...فيبتسم النظام. ‏

كتابة: شادي ذبيان
حزيران 2011