Wikileaks El Asli -- عدالة انتقائية لعميل كلاس

    عدالة انتقائية لعميل كلاس















كانت وجوه الامهات فرحة يومها في حفل تخريج ابنائهن ضباطاً. تقدم عريف الدورة من العلم واتلى قسم التخرج، فصرخ الجميع خلفه بصوت واحد "والله العظيم"، إلا فايز كرم صرخ "لحمة بعجين".‏

كيف عساك تثق بوطن رئيس مكافحة التجسس فيه عميلاً. وما أدراك ما مكتب مكافحة التجسس. وما أدراك ما قضاؤه الملوث ومحاميه المرتشين ومافياته السفاحة. وما أدراك ما محكمته العسكرية.‏

إن المحكمة التي تساوم على الخيانة العظمى مستعدة أن تساوم على أي شيء آخر، أياً كان. سأكررها مرة أخرى. إن المحكمة التي تساوم على الخيانة العظمى مستعدة أن تساوم على أي شيء آخر، أياً كان.‏

من لا يعلم تاريخها فليقرأ كيف تمت محاكمة انطون سعادة وإعدامه. اجروا التحقيق، والمحاكمة، وإصدار الحكم، وتوقيعه من رئيس الجمهورية والحكومة ووزير الدفاع، وتنفيذ الحكم، في أقل من 24 ساعة . ويا خجل تلك الليلة من التاريخ.‏

وبعد كل هذا الماضي، تحولت فجأة المحكمة العسكرية للأم تريزا. تحكم على من لا يعقل أن يحكم إلّا بالإعدام بالسجن ٣ سنوات مع تخفيض الحكم مراعاةً لأوضاعه الصحية. ماذا عن أوضاع الأبرياء الذين قتلوا بسبب هكذا عملاء؟! ماذا عن أوضاع الذين هدمت بيوتهم بسبب معلومات اعطاها هذا العميل لاسرائيل؟!‏

بناءاً على دستورنا المريض، تصدر أحكام المحكمة بإسم الشعب. ربما كان يقصد الدستور ان هكذا أحكام تصدر باسم شعب العدو وليس شعبنا المريض كدستوره. سحقاً لزمن لا ينهش فيه العملاء في العلن ليكونوا عبرة للآخرين.‏

ملاحظة: لم أكن لأتجرأ أن اكتب هكذا مقالة لو لم تصدر لائحة جديدة للأحكام.‏
خيانة عظمة: سنتان
قاتل متسلسل: سنة
جريمة قتل: ستة أشهر
اغتصاب: شهر
سرقة: أسبوع
رشوة: يوم واحد
ابتزاز: ساعتان
وبالتالي كتابة هذه المقالة: ربع ساعة
...وقمح



كتابة: شادي ذبيان
أيلول 2011