Wikileaks El Asli -- إذا بيني وبين المحامي...شغلة ما بدا سؤال

    إذا بيني وبين المحامي...شغلة ما بدا سؤال










مال وجمال...هكذا يصف أهل العروس في جلسات المفاخرة من هو على وشك التوحد بعائلتهم. مال وجمال. تباً لمقياس العلم والأخلاق والثقافة والمبادئ في حضرة الدولارات والماديات. لو استحالت التفاهة بشراً، لرأيتها ترفع القبعة لهكذا مجتمع.

تبدأ حكاية سوق النخاسة يوم يقرر الشاب التقدم لوالد شغله الشاغل اتمام صفقة تنسيه الغم الذي أحسه يوم رزق بفتاة. صفقة ملفقة بأكذوبة حفظ حقوق ابنته. وكأن الفتاة يحفظ حقها بدولارات ومجوهرات باهظة القيمة ومزيفة المضمون. حلي عليها أحجار...هكذا تقاس كرامة المرأة في مجتمع يحاضر عن حفظ حقوقها وتاريخه معبد بقمع النساء ومفروش بأحجار رجمها.

من يدفع الثمن الأغلى يحصل على ابنة تاجر الرقيق. كيف ترضى الفتاة أن يدفع ثمنها في عصر تكافح فيه لتتساوى مع الرجل؟ وبأي حجة تقام شعائر تقديم المجوهرات؟ وماذا سيكون موقف الوالد إذا رفضت الفتاة مبدأ المهر قبل الزواج والمؤخر عند الطلاق؟

في عصور الجاهلية الأولى، كان يؤمن المؤخر المدخول الأساس للمطلقة كي تبدأ مرحلة ما بعد الطلاق. أما في عصور الجاهلية الوسطى (الآن) فمن السذاجة أن يدفع مدخول شهري أو مبلغ طائل لامرأة قد تكون أعلى رتبة وراتباً من زوجها. وما هي الفتوة إذا كان الرجل عاطلاً عن العمل في زمن أوشكت البطالة فيه أن تفتك بالمجتمع؟ ولماذا على الرجل أن يدفع ليتزوج وأن يدفع ليطلق؟ وماذا لو كان الزوج لا يملك المبلغ الذي يجب دفعه في حال الطلاق؟ ألا يمنعه هذا من الطلاق ويجعل حياته وحياة زوجته جحيماً؟

أترك هذه الأسئلة برسم مجتمع المجوهرات، ووالد تحول إلى تاجر رقيق، وفتاة ترضى أن تشترى وتباع. عسى ألا نتحول يوماً إلى أشباه فراعنة، وألا ندفن مجوهراتنا معنا بعد الموت. هذا الموت الذي ينهي زواجاً بدأه بائع العبيد وأنهاه عزرائيل...ولست أعرف أيهما أقسى وأيهما أرحم.


كتابة: شادي ذبيان