Wikileaks El Asli -- تحية إلى خالد الهبر

    تحية إلى خالد الهبر














كل يوم ساعة المغيب، تلتقي الشمس والبحر لتخبره عن مدى مللي من ضوضاء الدنيا وزحمتها. ألوذ إلى مكان الروح، إلى تلك الزاوية في غرفتي لأرتشف منها ما يروي سمعي ويوقظ روحي من سبات السنين...الموسيقى. مكتبة موسيقية لا تحصى من أغاني الست فيروز وزياد ومارسيل وعبد الرحمن الباشا وزكي ناصيف وطبعاً...خالد الهبر. ‏

لن أنكر أنه يؤلمني أن ألتقي بأشخاص لم يسمعوا يوماً بإسمه. هو الذي حمل بندقية وقيثارة في الخنادق ليردي بهما عدواً اجتاحنا من الجنوب، وثقافة غزتنا من الغرب. كلما حمل بندقية وقيثارة أخاله يحمل منجلاً وقدوماً ليدافع بهما عمّا بقي من الحق في دنيا المظلومين. ‏

سيدي، لست أبالي إذا كنت مشهوراً عند الآخرين، فأنت مشهور في زاويتي بينما ترقد إلى جانب "دخلك يا طير الوروار" و"حبايبنا حولينا". كلما ارتدت حانات الحمرا لسماعك، أدركت أكثر وأكثر لماذا أغانيك لا تسمع كل يوم. قوادي القذارة باتوا أقوى من حماة القضية، وسياستهم باتت مكشوفة في ساحات الفن: مندفع حقو منشتري. ‏

سيدي، يوماً ما وأنت تتجه نحو الجنوب، ستسمع أغانيك تعلو من تلك الزاوية. قف لبرهة وانصت إليها لترى كم هي محملة بالاحترام. قف لبرهة واعلم أنه ما زال هناك الكثير الكثير من الناس بحبك مخبوطة. قف لبرهة واعلم أنه بألحانك ستكون الحرب خرافة. ‏

سيدي، قف لبرهة وانشد لي تلك الأناشيد، على طريقك...وأنت عائد إلى حيفا. ‏



كتابة: شادي ذبيان
حزيران 2011