Wikileaks El Asli -- وفُتحت زجاجة النبيذ الأميركية

    وفُتحت زجاجة النبيذ الأميركية

حان موعد العشاء. دخلت وزيرة الخارجية الأميركية غرفة الطعام ثم دخل خلفها المسؤول العربي الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة للتأكيد على العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين. بينما كان المسؤول العربي غارقاً في أكله، كانت قد بدأت الوزيرة الأميركية بالحديث عن الخطر الذي يحدق بالعالم وبالمجموعة الشمسية وببعض المجرات القريبة من جراء وجود جماعات متطرفة في إحدى البلاد العربية، وعن وجوب التدخل العسكري الأميركي للحفاظ على الحريات في العالم. طبعاً نسي المسؤول العربي أن الولايات المتحدة قد تخطت عتبة ال200 عام بقليل وأنه خلال هذه الفترة قامت ب 12 حرب كبرى. ونسيت الوزيرة الأميركية وهي تحاضر عن حقوق الإنسان أنه لم يمض إلا القليل على أكبر مجزرتين ارتكبتا في التاريخ القديم والحديث: هيروشيما ونكازاكي، اللتين أوديتا بحياة أكثر من 200 ألف شخص مدني.
طبعاً هذا كله لم يعد مهماً في ظل عالم يسيره الإعلام الأميركي، من خلال السي أن أن وأفلام هوليوود التي تبلغ كلفتها عشرات ملايين الدولارات لتبرير حروب بعشرات مليارات الدولارات. لست أفشي سراً عندما أقول أن الإعلام ليس سوى سلاح أميركا السلمي ضد شعبها، وليس سوى الموظف العتيد في دائرة غسل الدماغ في البنتاغون. فقد اعتمدت الولايات المتحدة بشكل شبه كلي على الإعلام لتحسين صورتها بين دول العالم. إذ تختلف الدول في تعريفها للإرهاب، لكن أميركا استطاعت فرض معاييرها في هذا التعريف عبر الإعلام، حيث أصبحت كلمات مثل "الإسلام" و"العراق" و"أفغانستان" و"العرب" كلمات مرادفة للإرهاب لدى شعوب العالم. ولكنها لم تعلم يوماً أن الضربة القصوى ستأتيها من الإعلام، من حيث لم تحتسب يوماً...وانقلب السحر على الساحر.
لم يخطر ببال الوزيرة الأميركية وهي تحتسي النبيذ المعتق أن هذا النبيذ كان في قبو تحت الأرض حيث لا ضوء ولا حياة ولا صلاحيات دخول إلّا للذين يعملون معه. وإذا كانت قد فكرت في هذا، فهي حتماً لم تتصور أن أسرار الدولة نائمة في قبو مثل هذا النبيذ، وسيأتي اليوم الذي تفتح فيه الزجاجة. وكما يتسائل دان براون دائماً "من يحرس الحراس"؟
* اسمه برادلي مانينغ
* عمره 22 عاماً
* بحكم عمله، لديه صلاحيات الدخول على أكثر المعلومات سرية للولايات المتحدة
* طبيعته رافضة للخنوع وهواياته قلب الطاولة.
هذه المقالة تحية بسيطة إلى شاب يافع لقن أعظم قوة في العالم درساً لن تنساه طويلاً، وعلمنا أنه رغم كل شيء ستظهر الحقيقة دوماً رغماً عن أنوف الكبار...ورغماً عن أنوف الصغار...ورغماً عن أنوف ما بينهما.



كتابة: شادي ذبيان