Wikileaks El Asli -- وفي الليلة الظلماء يفتقد فضل الله

    وفي الليلة الظلماء يفتقد فضل الله















تحمل النعوش عادة فوق الأكف، لكن نعشك حمل في القلوب. أبت عمامتك السوداء أن تهجرك في مماتك، فانتصبت على نعشك معلنة ما رأته لحظة فارقتنا...انهمرت دموع الحق على وجنتيه لمرارة تلك الخسارة، وناحوا الأيتام الذين فقدوا أباهم على عباءتك. ‏

تركتنا وحيدين في هذه الدنيا كالعراة ليفترسنا تجار الدين وأصحاب اللحى الكاذبة، وبتنا أيتاماً دون أب ليحمينا من فتاواهم الرجعية المفتنة وعقولهم المتحجرة التي تأبى التطور. ‏

خانوك جميعاً في حضرة مذبح الحق والنور والسلام، وأوصدوا تلك النافذة التي كانت تنير مجتمعاتنا المريضة بنور الانفتاح. ظلموك وحاصروك لأنك مشيت على درب الحرية واتخذت منطق تقبل الآخر نهجاً لك. ‏

مشيت طريقاً معبداً بالعنفوان ممسكاً بيدك يد الأيتام والمساكين والفقراء، ومتمسكاً بنهج العلم والانفتاح الفكري. رحلت لكنك ارسيت فينا مبادئ العلمانية والمقاومة والفكر الرافض للمكابرة والتشبث بالرأي. علمتنا محبة الآخر والتسامح وفهم جوهر الأمور بدل التعلق بقشورها...ورحلت. رحلت لكن ستبقى عبائتك تظللنا من التعصب الأعمى، وعمامتك تذكرنا أنه ما زال هناك شيء في هذه الدنيا يدعى التسامح. ‏

يا سماحة السيد، ويا أب الأيتام، ارقد قرير العين ولا تقلق...سيأتي يومٌ نستيقظ فيه من سباتنا لنعلم أنه من ارسى المبادئ قد رحل...ولكن المبادئ ما زالت راسخة كرسوخ البراءة في عيون الأطفال...وعيونك. ‏



كتابة: شادي ذبيان
تموز 2011