Wikileaks El Asli -- مصائب قومٍ عند القومي فوائدُ

   مصائب قومٍ عند القومي فوائدُ



ما كادت الثورة السورية أن تنطلق العام الماضي، حتى بدأت تسقط الأقنعة عن الوجوه. كانوا هواة التنظير يعطوننا دروساً وتحليلات في الثورات، وباتوا اليوم أكثر الناقمين على الثورة السورية، أو حسب ما يسمونها "المؤامرة". ولا أبوح سراً عندما أقول أن أكثر المندفعين والداعمين لبقاء نظام بشار الأسد، حتى أكثر من بشار الأسد نفسه، هم مؤيدي الحزب السوري القومي الإجتماعي في لبنان (بمعظمهم وليس كلّهم). ‏

ممّا لا شكّ فيه أنّ تشابه الأسامي بين الجمهورية العربية السورية القائمة حالياً، والأمة السورية التي ينادي بها الحزب القومي، قد لعب دوراً أساسياً في اعتبار النظام السوري جزءاً من القضية، واعتبار ما يحصل اليوم في سوريا مؤامرة. وكأن بشار الأسد، ووالده من قبله، هم أحفاد غاندي في لا-عنفهم، أو كأن سوريا كانت تنافس فنلندا في الحريّات. كيف يمكن اعتبار انتفاضة شعبٍ ما على جزمة المخابرات مؤامرة؟ ألم يدرك أحدٌ حتى الآن أن من قام بالمؤامرة على سوريا هو حافظ الأسد عندما باع الجولان منذ عشرات السنين مقابل بقائه في الحكم؟ ‏

يمكن القول أنه مر مئات المفكرين والمناضلين على لبنان في تاريخنا المعاصر. لم يجرؤ أحدٌ منهم أن يعلن الثورة في لبنان إلّا أنطون سعادة، ودفع حياته ثمنها. كيف يمكن لأحفاد من استشهد من أجل الثورة أن يكونوا ضد الثورة؟ كيف يمكن لأحدٍ إذا ما خيّر بين النظام أو الشعب ألّا يكون بجانب الشعب؟ شعوب الأرض هي الأساس، وشعوب الأرض هي المرجع، وشعوب الأرض هي الحكم. ‏

إن النظام الذي اختطف المدنيين، وأشعل حرب المخيمات وحرب العلمين، واغتال كمال جنبلاط وسليم اللوزي وغيرهم، ونكّل بالشعب السوري في درعا وحمص وحماه والحولة لا يمكن أن يخدم أي قضيةٍ في الدنيا سوى قضية بقائه في السلطة. هذا النظام ليس نظام قضايا. هو ليس نظاماً أصلاً. إنه مافيا لا تجيد إلّا الصفقات والقتل والذبح. ‏

الأمة السورية أنشأها مفكر...النظام السوري أنشأه مجرم ‏
الأمة السورية عقيدة...النظام السوري مقبرة ‏
الأمة السورية خالدة في عقول مؤيديها...هذا النظام السوري بات في عداد الأموات ‏

يا من تؤيد فكر انطون سعادة وفي نفس الوقت تحتقر وتسخّف وتقلل من شأن نضال شعبٍ كاملٍ قدّم أغلى أبنائه شهداءً... احتراماً لمن أعلن الثورة في لبنان، احترم من أعلن الثورة في سوريا. ‏


كتابة: شادي ذبيان
تموز 2012