Wikileaks El Asli -- يوم صار الأبله حاكم ليبيا

    يوم صار الأبله حاكم ليبيا












عندما هبت رياح الثورة عند العرب، اعتقد القذافي أن خيمته أعصى من الحصون المنيعة التي دكها الشعب، والعروش المذهبة التي سويت أرضاً. لم يخطر بباله أن الخيم لا تصمد في وجه رياح الثورة العاتية. لا تصمد حتى في وجه صرخة طفل جائع أو دمعة كهل ظلمته أرض كان قد زرعها كرامة.

على مدى أيام بقيت أبحث عن المغزى وراء علم ليبيا. لماذا هو أخضر فقط دون أي شعار أو لون آخر...ثم وجدتها. أراد القذافي أن يكون علم ليبيا كعلم السعودية، أخضراً وعليه الشهادتين. إلّا أن جملة "محمد رسول الله" لم ترقه جداً فأراد تغييرها إلى "معمر رسول الله"، لكنها أيضاً لم تشفي عدم اتزان عقله. فأخذ يفكر ماذا لو كان اسمي في الشهادة الأولى؟ "لا إله إلا معمر". لكنه أدرك مجدداً أن حكمه لا يمت إلى الإسلام بصلة، فأزال الشهادتين وبقي العلم يصارع لون الأخضر.

إذا وجدت صعوبة لتخيل معنى 42 عاماً في الحكم، فربما قد تبين الأمثلة التالية مرارة هذه الحقيقة. استلم القذافي الحكم في ليبيا سنة 1969، بما معناه:
* لم تكن الآلة الحاسبة قد اخترعت بعد
* لندون جونسون كان رئيساً للولايات المتحدة بعدما خلف كنيدي بعد اغتياله
* باراك أوباما كان ما يزال في المدرسة الابتدائية
* حرب فيتنام كانت في أوجها
* فضيحة واترغايت لم تكن قد حصلت بعد
* حسن نصرالله كان عمره 9 سنوات، أما سعد الحريري فلم يكن قد ولد بعد
* تم خوض كأس العالم لكرة القدم 11 مرة منذ حينها

42 عاماً أمضاها في البطش تحت قناع الثورة. وحين أتت الثورة الحقيقية، كان هو أول من وقف بوجهها. والمفارقة أنه ينهي خطاباته إلى الشعب بنداء "ثورة ثورة"، ثم يقطع عنق كل من يفكر بالتغيير.

ما أجمل ثورات العرب. لا تتوقف حتى يسقط الطاغية ويصبح جيفة للكلاب. لا تتوقف حتى يصبح العقيد أقرب إلى الأرض من ترابها وأقرب إلى الموت من شهدائها. اسمع قليلاً يا من تدعي الثورات. هناك فرق بين قائد ليبيا وقواد ليبيا...بين صائن الحرية وخائن الحرية...وبين الزعيم المقاتل والزعيم القاتل. قسماً بدماء من سقط منكم يا أهل ليبيا، أنتم على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلمكم، وما هي إلا أياماً قليلة حتى يسقط الطاغية. اكتبوا المجد بدمائكم فما المجد إلا أحلاماً محققة.

كتابة: شادي ذبيان