Wikileaks El Asli -- سوريا ليست عربية، هكذا رأى سموه

    سوريا ليست عربية، هكذا رأى سموه



استيقظ سموه على صوت الفاكس هذا الصباح. بالكاد يذكر ما حدث ليلة أمس، ولكنه يشعر بخمرها الملتهب يجري في عروقه. اتجه نحو الفاكس ببطء متحسساً نعومة السجاد العجمي تحت قدميه. تناول الرسالة، وإذ بها تحمل عنواناً عريضاً "خطابك اليوم أمام جامعة الدول العربية"، وفي أسفلها إمضاء بات يعرفه جيداً: البيت الأبيض.‏

أجرى مكالمة سريعة مع كبير خادميه طالباً إحدى الغانيات إلى غرفته، ثم هم بتصفح الجرائد. تتحدث إحدى الصفحات عن حق المرأة في قيادة السيارة في السعودية، وأخرى تتحدث عن نضال الشعب البحريني لتقرير مصيره. اخفى صوت التلفاز شاتماً كل من يعبث بعقول النساء في السعودية والشعب الخائن في البحرين الذي يهدد كنوز الملك. كل هذا رجس من فعل الشيطان. دخلت الغانية الاسبانية إلى غرفته، فنكحها. ثم ارتدى معطفه الايطالي، وركب سيارته الألمانية متجهاً ليحاضر عن العروبة.‏

أما في سوريا، فقد استيقظ ذاك الديكتاتور على صوت هتافات شعب أبى أن يصدق أن الحرية قصة من قصص شهرزاد تروى في الأحلام. تلك الأحلام التي صارت فجأة مؤامرة أميركية - اسرائيلية - مريخيّة وجب إعلان الجهاد عليها. من المضحك رؤية كم بات هذا السفاح رهينة كرسي الرئاسة وبضعة عناصر مخابرات وحفنة منابر وأبواق تدافع عنه. ومن المضحك أيضاً رؤية كيف اعاد انتشار قواته المسلحة لقمع المتظاهرين. هناك من يتحدث عن استدعاء جميع الألوية من الجولان والابقاء على جندي واحد هناك، مع بقاء امكانية استدعائه مفتوحة، لعدم الحاجة إلى أي قوة عسكرية على الجبهة.‏

أما في حمص، استيقظ أمجد للذهاب إلى المدرسة كعادته كل يوم. تحسس برودة الاسمنت تحت قدميه وهو يتجه ليأكل ما توفر قبل الذهاب إلى المدرسة. لم يوقظ أمه اليوم كالعادة، ولكنه زرع قبلة على جبينها الدافئ وذهب. لكنه لم يصل إلى المدرسة أبداً. ‏

كلٌ يفكر بما يريد. ذاك الأمير يفكر بالغانية الجديدة التي التحقت بالسرب اليوم، وذاك السفاح يفكر باستدعاء آخر جندي من الجولان ليرتكب المزيد من المجازر، وتلك الأم تفكر بابنها الذي تحول من تلميذ بريء إلى خطر على أمن الوطن.‏
هكذا تكون دول الممانعة.‏


كتابة: شادي ذبيان
تشرين الثاني 2011